التعليم في السودان العودة للرئيسية

التعليم في السودان
بدأت مسيرة التعليم في السودان حسب الوثائق التاريخية في أوقات موغلة في القدم، فالسودانيون عرفوا اللغة المصرية وأتقنوها قراءة وكتابة في عهد مملكة كوش (1070 ق.م- 350م). ظهرت بعد ذلك الكتابة المروية (بمملكة مروي) في الفترة ما بين 700 إلى 300 ق.م الميلاد. ومع بداية انتشار الإسلام وقيام عهد الممالك والسلطنات الإسلامية كسنار ودارفور وغيرها كان التعليم قائم على حفظ القران وتعلم الفقه حيث كانت هنالك «الكتاتيب» منتشرة في جميع أنحاء السودان حتى قيام الثَّورة المَهديَّة حتى نهاية عهدها. وظهرت المدارس النظامية لأول مرة في السودان في فترة الحكم التركي المصري (1821- 1885)، وافتتحت أول مدرسة إبتدائية في السودان في العام 1855م تحت إشراف رفاعة رافع الطهطاوي. وفي عام ١٩٠٢ فتحت كلية غوردون في الخرطوم تخليدًا لذكرى غوردون باشا، ثمَّ زاد عدد المدارس الأولية والابتدائية في العواصم والمحافظات والمراكز.
كما كانت هنالك «كتاتيب أميرية» عددها ٨٧، ويتراوح تلاميذها بين ثمانية آلاف وتسعة آلاف. ويدخلها التلميذ في عمر يتراوح بين سنتين وثمانٍ، ويُعلَّم فيها القرآن ودروس دينية مع القراءة والكتابة والحساب ومبادئ في الجغرافيا والتاريخ والصحة والزراعة والأعمال اليدوية.
وقد بلغ عدد المدارس الابتدائية حتَّى سنة ١٩٣٣ عشرة مدارس، وتلاميذها ١٠٩٤، وتتراوح أعمار منتسيبيها بين ١٠ و١٣ سنه. فيما بلغ عدد الطلبة بكلية غوردون في العام 1930م ٥٥٥ ، وفي العام 1933م ٤٧٦. وكان الغرض الأساسي للتعليم بالكلية هو إعداد موظفين للحكومة حتى تم إنشاء مدارس فنية وصناعية في كلِّ مديرية بحسب حاجتها.
وتم إنشاء معهد بخت الرضا في العام 1934م لتدريب مدرسي المدارس الأولية ووضع مقررات وكتب التلاميذ والمراجع الإرشادية للمدرسين بالمدارس الأولية.وتنظيم دورات لتأهيل المعلمين الذين لم يتلقوا تدريباً، من أجل تحسين قدراتهم وتمكينهم من مواكبة تدريس المقررات الجديدة عقب ذلك تم إنشاء عدة مدارس قومية أسهمت بشكل كبير في تقدم مسيرة التعليم السوداني مثل: خور طقت، حنتوب ووداي سيدنا. واستمرت المسيرة التعليمية في تطورها وزاد عدد المدارس والجامعات في السودان حتى العام 2018م إلى أن بلغ عدد الجامعات 36 جامعة حكومية و19 جامعة خاصة، و52 كلية أهلية وخاصة، إضافة إلى 24 كلية تقنية، و8 مراكز بحوث ، وحوالي 19.930 مدرسة.